 |
| في النهاية |
عندما أستيقظ كل صباح، يكون العالم حولي هادئًا، كأنه يتأهب للبدء من جديد. النور ينساب بلطف من خلال شرفتي،
كأنه يقدم لي الحياة بأكملها في لحظة واحدة، وهو يذكرني بكل الأمور الجميلة التي يمكنني توقعها في اليوم الجديد. أحتسي كوباً من الألم. أحتسي بركداً، كأنني أصافح الألم بكل أصابعي وأغمره بحب. أُعبّر عن رغبتي في التعايش معه، وأقبل ما لا يمكن تجنبه.
أدخن سيجارة حزني، كل نفس يحمل مشاعر من القهر والإحباط، لكنني أدرك أن التدخين ليس أكثر من وسيلة للتعبير عن هذا الحزن ومحاولة السيطرة عليه. انفشار الدخان ليس بعنيان الانفصال عن الحزن، ولكنه بالأحرى التعايش معه، التعلم منه وتقبل وجوده.
قد أرتدي وجهاً مبتسماً، الابتسامة تكون أقنعتي. وكأني أتقمص شخصية مغايرة، وجهاً مبتسماً لا يعكس حقيقة الألم الذي يجوب في داخلي. لكن الابتسامة ليست تظاهراً بالسعادة فحسب، وإنما هي تعبير عن الأمل، رغم كل الألم، بأن يمكن للحياة المضي قدماً.
وأمضي في يومي، أنفض غبار الليل. أتنفس بعمق كل الأفكار السوداء والمشاعر المرهقة التي جاءت في غفوتي. أنفض الظلام وأرحب بالنور.
أمسك بالحياة بقوة، أثق أن الصعوبات والتحديات التي أواجهها هي فرص لي لاكتشاف قدراتي وتحسين مهاراتي. أعرف أن بإمكاني تحقيق أحلامي، طالما أني لا زلت أنجز وأركز على ما يمكنني القيام به اليوم.
كل يوم، أذكر نفسي أن الالم الحقيقي ليس في المرض او الفقد، ولكن في تجاهل وتجنب مواجهة هذه الألم. وعلى الرغم من الألم والتحديات، أصر على العثور على السعادة.
اتذكر دائما أنني لست وحدي في هذا العالم، وأن الحياة مليئة بالأشخاص الذين يمكنهم مساعدتي والذين يحتاجون الى مساعدتي. واقتنع بأن الحياة قد تكون صعبة ومحبطة أحيانًا، ولكنها تعد بالفرص والتجارب التي تستحق العيش من أجلها.
في النهاية، الألم والحزن والابتسامة والأمل - كلها مجرد جوانب مختلفة من الحياة. قد يكونوا يختلفون في مظهرهم ومشاعرهم، ولكنهم يكملون بعضهم ويجعلون الحياة بأكملها أكثر ثراء وجمالا. كما أن هذه الجوانب تجعلنا أكثر قوة وصمودا في مواجهة التحديات، وتعلمنا كيف نقدر الأمور الصغيرة في الحياة ونستمتع بها.
إن السعادة لا تأتي فقط من الأوقات الجيدة، بل أيضا من التحديات التي تمكنا من التغلب عليها والدروس التي تعلمنا أنفسنا من خلالها. وبالرغم من الألم، فإن الحياة هي دائماً بداية جديدة، ويتيح الأمل العديد من الفرص لتحقيق السعادة والرغبات.
في كل صباح، أستيقظ لأعيش يوم جديد، يوم مليء بالأمل والحياة، حيث أعيش لنفسي. حيث يمكنني التعامل مع الألم، وأمضي، وأتنفس، وأعيش.
——————————
© هذا المحتوى ليحيى النجراني ومرخص بموجب حقوق النشر. يُمنع استخدام هذا العمل لأغراض تجارية، وللإستخدام الشخصي يُمنع نسخه أو اقتباسه إلا بذكر اسم المؤلف. 
This work by Yahya Alnajrani is licensed under © Attribution-NonCommercial-NoDerivatives 4.0 International