معاناة الذكاء:
هو مصطلح قديم وفلسفي يشير إلى ارتباط العقل بالألم والمعاناة. في القرن التاسع عشر، كان الفيلسوف الألماني آرثر شوبنهاور يعتبر أول من استخدم هذا المصطلح في كتابه "التفكير والعالم".
يتعلق هذا النوع من الذكاء بوجود مصدر وحشي داخل الإنسان يحرضه على الاستمرار في البحث عن المعرفة وتحقيق تطلعاته، ويتسبب في احتجازه على صعيد الآلام والألم، سواء كان ذلك بسبب الانفصال عن الأصدقاء أو العائلة أو بسبب انعدام المعنى أو الهدف في الحياة.
ولكن، يمكن للاستخدام المناسب له أن يؤدي إلى سعادةٍ وتحقيقٍ للأهداف، وحريةٍ من قيود أو مسائل توغل. حيث إن الشخص الذي يمتلكه قد يكون مبدعاً، متحمَّساً للمعرفة، وقادراً على التكيُّف مع أي ظرفٍ صعب، بواسطة إنتاج أعمالٍ فنية، أو تأسيس شركات، أو تطبيق نظريات جديدة في مجال العلوم. على سبيل المثال، لقد قام العديد من الأشخاص الملهمين من خلال الفن والأدب التعبير عنه وجعلوه جزءًا من إبداعاتهم.
على الجانب الآخر، يجب الحذر من تأثيره على الصحة النفسية والعقل، حيث يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب والقلق وغيرها من الأمراض النفسية. ولذلك، يجب تحديد الحدود بشكل جيد والتركيز على الصحة الذهنية والتوازن في الحياة لتجنُّب أيَّة مشكلاتٍ محتملة.
وبشكل عام، يجب أن تؤخذ الهدف والرؤية الإيجابية في الاعتبار عند التعرض لهذا الذكاء المؤلم، حتى يتسنَّى للأفراد الاستفادة من القدرات التي يمكنهم تحقيقها في مجالات الثقافة والفن والعلوم.