ماحدث في السابق سيعود؟
في يوم مشمس جميل، كانت الشمس تضيء سماء المدينة بأشعتها الذهبية الدافئة. الناس كانوا في طريقهم لممارسة أعمالهم اليومية، والأطفال يلعبون في الحديقة المجاورة للمدرسة. كانت الحياة في تلك الفترة سعيدة ومليئة بالأمل.
وفي إحدى الزوايا المظلمة في المدينة كان هناك رجلٌ يقف ويشعر بالخوف والقلق. كان يهم بنقر الهاتف المحمول الذي حمله في يده، ولكن شيئًا ما أوقفه ومنع قلبه من السماح له بالتصرف. كان هذا الرجل حزينا ومحطما بسبب أوجاع الماضي ومخاوف المستقبل.
بينما كان الرجل يقف في ذلك المكان المظلم، ظهر أمامه من خلال الأبعاد الزمنية رجل آخر، كان يشبهه كثيرا بسبب جسده ووجهه الحزين. كانت هناك تفاصيل قليلة تعكس أنهما تكاثرا في وقت من الأوقات. بدأ كل منهما في الحديث عن حياته والجهود التي قام بها لتحسين الأمور في عالمه الخاص.
أشار الرجل الأول، الذي انقضت عليه الأعوام، إلى كتابٍ تاريخي كبير أمامهما، فتحه وبدأ يتعمق في قراءة الصفحات المكتوبة. بينما ان الكتاب ليس عاديا فقد كُتب فيه أحاديث ووثائق من أجيال ضائعة، من حكايات لمغامرات وأساطير إلى توقعات المستقبل ومواجهات الأعداء. وبينما يتصفح الصفحات ويركز على التفاصيل الدقيقة تبدو روايات تاريخ الماضي وما يكتشفه من الحاضر متطابقه فكأنما التاريخ يعيد نفسه.
شعر الرجلان بدهشة عظيمة لكنها مخيفة عند مشاهدة تلك التفاصيل العجيبة. فتبين له أنه يتكرر بنفس الطريقة! سأل ذلك الرجل المغلوب، لكن كيف يمكن أن يكون هذا صحيحا؟ ابتسم الرجل المألوف - الذي ينظر إلى الماضي ويبصم على المستقبل ويتحدث عنه تاريخيًا - وقال لزميله: "لا حاجة للخوف. تظل هذه السيرة الذاتية الدائرة التي يكتشفها الناس معرضة للتكرار والتعديل، ولكن فى كل مرة يعيشها الإنسان يحظى بفرصة لصنع قرار جديد، والتي قد تغير ملامح هذا العالم ويغير حياة الشخص نفسه واحيانا يجلب الكفاءة والتألق للعالم بأسره."
قاما بالجلوس على حافة الطريق بجوار بعضهما البعض لفترة طويلة، في محاولة لفهم الحياة والتاريخ الذي مازال يتطور يوما بعد يوم!
بهذا تدرك أمور تبدو غامضة ومذهله عن العالم الحالي و الماضي والمستقبلي. إن كان هناك شيء واحد كانا يتفقا عليه إذن فإنه كان [التاريخ يعيد نفسه]! لكن في كل مرة، يحظى كل فرد بفرصة لصنع تغيير في السيرة الذاتية الدائرية للعالم.
بينما انتهوا من المحادثة، رفع الرجل الحزين يده ليودع صاحبه، لكن عندما فعل ذلك رآى فيه مستقبلًا وإشراقًا وشخصًا سيتمكن من التغيير ولكنه يعيد تكرار نمط السلف في تاريخه! استدرك يد صديقه ضاحكان قائلين: "نحن محظوظون جدًا للعيش في هذا العالم العجيب والمليء بالأمل والفرص ."